مقدمة تاريخية - الجزء الثاني


 الخازني فان مؤلفاته ( ميزان الحكمة ) يحتوي على بحوث مبتكرة في علم الهيدروليك وبين ان قاعدة ارخميدس تنطبق على الغازات مثلما على السوائل. وتحدث عن الجذب بين جزيئيات الاجسام . وان الارض تجذب الاجسام نحو مركزها وان اختلاف قوة الجذب يتبع المسافة بين الجسم الساقط ومركز الارض.
والحسن ابن الهيثم ( ٩٦٥ م - ١٠٣٩ ) المولود في البصرة كان اعظم الباحثين في علم الضوء . يتضح ذلك من مؤلفاته التي اشهرها كتاب (المناظر) والذي كان له الأثر العظيم في تدريب العلماء الأوربيين الذين جاؤا من بعده . كما درس ظاهر( قوس قزح ) وفسرها على اساس الانكسار الجوي.

كما وقف ابن الهيثم على القوانين التي تحكم تكون الصور في المرايا الكروية والمرايا المشكلة على هيئة قطع مكافئ وعرف أساب الزيغ الكروي والتكبير باستعمال العدسات .

كما درس الانكسار وحل مسألة إيحاد البؤرة للمرأة المقعرة . وكتب حوالي مائتي مصنف في الرياضيات والفيزياء والفلك والطب. ونبغ في الجانبين التجريبي والنظري . وكتب في تشريح العين واستطاع تصميم الكثير من الالات والاجهزة الضوئية التي ( استفاد منها في دراسة ظواهر الخسوف والكسوف والانعكاس والانكسار في المرايا والعدسات ).

لقد كان للحسن ابن الهيثم عقل ينتمي الى زمننا الذين نعيشه نحن الان رغم انه عاش ظروف القرن العاشر الميلادي . فقد كانت اسهاماته في المعرفة  تفوق المألوف تماما.

اما العالم ابن سينا الملقب بالشيخ الرئيس ( ٩٨٠ م - ١٠٣٧ م )  فقد عاصر الهيثم والبيروني وهو الذي ابدع في علم الحركة وأنواع القوى المؤثرة في الجسم ووضع قانونا يقول بان الجسم يبقى في حالة سكون او في حالة حركة منتظمة في خط مستقيم ما لم تجبره قوى خارجية على تغير هذه الحالة .وبذلك سبق دافنشي وغاليلو ونيوتن بعدة قرون في هذا الامر . وقد برع ابن سينا في الطب وبقية العلوم الاخرى ‪.‬
لقد درس العرب والمسلمون علم الفلك في اماكن مختلفة من البلاد الاسلامية واستعملوا انواع عدة من الالات الدقيقة الخاصة برصد النجوم وقياس المسافات الزاوية بين الاجرام السماوية وتوصلوا الى حقيقة ان الارض تسبح في الفضاء . وتمكنوا ايضا من التبؤ بالعديد من الحوادث في الطبيعة كتوالي فصول السنة وقت الفيضانات وتمكنوا من تحديد وقت البذر وجني المحاصيل وغيرها.

 ان ما قدمه العرب والمسلمون في تلك الفترة كان قد مهد للأوربيين منذ القرن الثامن الميلادي وما تلاه من تطورات في علم الفيزياء حيث ظهرت المكائن الحرارية ثم الكهربائية وبعدها ظهرت  اختراعات في مجال الكهرباء وانتاج الكهربائية ثم اختراع الراديو واستثمار الطاقة الذرية وغزو الفضاء وإنتاج الليزر وغير ذلك كثير وان انتاجات الفيزياء الحديثة هي القاعدة التي يبنى عليها الانتاج والتطور .
ويجرى تطوير العلوم الطبيعية وبالخصوص الفيزياء وذلك بالحصول على تراكم معلومات واقعية كثيرة ( بواسطة التجارب ) عن مجموعة محددة من الظواهر الطبيعية , واعتمادا على هذه المعلومات تنشأ فرضية علمية تفسر هذه الظواهر من وجهة نظر وحيدة ثم تختبر صحة هذه الفرضية بتجارب جديدة . فإذا ما تحققت الفرضية تنشأ على اساسها النظرية التي يجب ان تفسر الظاهرة المرصودة تفسيرا مقنعا ليس فقط من الناحية النوعية بل من الناحية الكمية ايضا . وتقوم هذه النظرية كذلك بالتكهن بظواهر جديدة . ويجب ان تطابق قيم المقادير بواساطة الصيغ المستنتجة من النظرية مع نتائج قياس هذه المقادير في التجارب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ضــــع بصمتــــك الفيزيـائيـــــة

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.